كثر الحديث في
العامين الاخيرين عن الموهبة التي يتمتع بها النجم البرازيلي الصاعد نيمار
وعن المستقبل الذي ينتظره في عالم الكرة المستديرة وعن انه الخليفة
"المنتظر" للاسطورة بيليه او اللاعب الذي سيسد الفراغ الذي خلفه اعتزال
نجوم كبار مثل رونالدو وفشل اخرين مثل رونالدينيو وروبينيو في الارتقاء الى
مستوى التوقعات.
والان، حان الوقت لكي يظهر ابن
الحادية والعشرين ما يملكه من موهبة بعدما قرر امتحان نفسه في القارة
الاوروبية مع احد اهم الفرق على الاطلاق، اي برشلونة الاسباني الذي اكد
اليوم الاحد خبر تعاقده مع مهاجم سانتوس لمدة خمسة مواسم.
من
المؤكد ان ما ينتظر نيمار في ملاعب القارة العجوز مختلف تماما عما اختبره
حتى الان في البرازيل، وهذا الامر لا يعني بان البطولات المحلية في بلاد
"السامبا" لا تتمتع بالمستوى، لكن الجمهور "العالمي" لم ير الكثير من هذا
اللاعب بسبب الشعبية "الدولية" المتواضعة لدوريات البرازيل وولاياتها.
الوضع
سيكون مختلفا اعتبارا من الصيف المقبل مع انضمامه الى النادي الكاتالوني
حيث سيلعب الى جانب افضل لاعب في العالم خلال الاعوام الاربعة الاخيرة
الارجنتيني ليونيل ميسي.
يعرف نيمار تماما الفارق
بين اللعب في البرازيل وفي اوروبا، وهو اختبر عن قرب هذا الامر في كانون
الاول/ديسمبر 2011 عندما تلقى درسا لا ينسى من ميسي ورفاقه في برشلونة
بالخسارة امامهم برباعية نظيفة في نهائي كأس العالم للاندية.
ويأتي
انضمام نيمار الذي يتمتع بشعبية هائلة في بلاده والذي اصبح شخصية اعلانية
ترويجية ضخمة رغم صغر سنه، الى النادي الكاتالوني العملاق في فترة هامة
للغاية لبلاده كونها تستضيف مونديال 2014 وتستعد لاختبار جهوزيتها
اللوجستية والكروية على حد سواء اعتبارا من 15 الشهر المقبل عندما تستضيف
كأس القارات.
من المؤكد ان البرازيليين يعولون كثيرا
على نيمار لانهم يرون فيه اللاعب الذي بامكانه سد الفراغ الذي يعيشه
"سيليساو" بعد اعتزال الجيل الذهبي الذي قاده الى اللقب العالمي الخامس
والاخير عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.
يتمتع
نيمار باسلوب وموهبة مميزين دون ادنى شك وقد نال المديح من الاسطورة بيليه
الذي توقع بان يلمع نجم هذا اللاعب الذي بامكانه اللعب كمهاجم ولاعب وسط
خلف المهاجم او حتى على الجناح، كما بمقدوره التسديد والمراوغة بالقدمين
اليسرى واليمنى.
ويرى البعض ان مقارنة نيمار ببيليه
ليس مبالغا بها، فهو رشح ورغم صغر سنه لجائزة افضل لاعب في العالم عامي
2011 و2012، كما رشح لجائزة صاحب افضل هدف اعوام 2010 و2011 و2012، واصبح
في 2011 اصغر لاعب ينال جائزة افضل لاعب في اميركا الجنوبية.
ولعب
نيمار دورا هاما في قيادة سانتوس للقب ولاية ساو باولو في المواسم الثلاثة
الاخيرة والى لقب كأس ليبرتادوريس عام 2011 حيث اختير افضل لاعب في
البطولة.
ويأمل نيمار ان تشكل كأس القارات الشهر
المقبل محطة انطلاق جيدة نحو التأكيد بانه امل البرازيليين بالعودة الى
ساحة التتويج العالمي، وهو علق على هذه المسألة في حديث اجراه مؤخرا مع
موقع الاتحاد الدولي، قائلا: "انها بطولة في غاية الاهمية، سنواجه فيها
منتخبات قوية جدا، وهذا الامر سيساعدنا على الاستعداد جيدا لنهائيات كأس
العالم. يجب ان نستغل هذه البطولة لخلق الانسجام اللازم بين الفريق والمدرب
الجديد (لويز فيليبي سكولاري الذي قاد البرازيل الى لقب مونديال 2002)
والتأقلم على اساليب تدريب مختلفة تماما. هدفنا هو تحقيق ذلك في اسرع وقت
ممكن من اجل مصلحة المنتخب".
ومن المؤكد ان الضغط
سيكون هائلا على نيمار "اليافع" في ظل انتقاله الى برشلونة حيث سيقارن
بميسي ونجم ريال مدريد البرتغالي كريستيانو رونالدو، وفي وقت تحتضن بلاده
حدثين عالميين في غاية الاهمية للجماهير البرازيلية التي دائما ما يكون سقف
توقعاتها مرتفعا جدا.
"الضغط كبير جدا"، هذا ما
قاله نيمار، مضيفا "بغض النظر عن المكان، الضغط دائما حاضر لكنه سيكون اشد
في بلادنا. نعي هذا الامر جيدا ولكننا نحب ذلك. انه ضغط ايجابي. اني محظوظ
لانني لعبت العديد من المباريات النهائية في مختلف البطولات. الشعور بالضغط
للفوز امر رائع حقا. نحن مستعدون لهذا كله، فاللاعب البرازيلي يتقبل هذا
الامر بشكل طبيعي. اننا نستعد لتلك اللحظة".
ان
الضغط الذي سيختبره نيمار في برشلونة سيكون اكبر مما كان عليه الوضع مع
سانتوس او سيكون عليه في كأس القارات المقبلة، لان الجميع سيقارنه بمواطنيه
الذين مروا على النادي الكاتالوني وتركوا اثرهم فيه مثل روماريو وريفالدو
ورونالدو ورونالدينيو.
كما يواجه نيمار تحدي فرض
نفسه في فريق يضم ميسي الذي قد يستفيد من انضمام البرازيلي لانه سيتحرر
بشكل افضل من الرقابة مع وجود لاعب مهاري اخر في الفريق، لكن يبقى السؤال
هل سيتأقلم اللاعب البرازيلي الشاب مع اسلوب "تيكي-تاكا" الذي اشتهر به
النادي الكاتالوني، اي تمرير الكرة حتى يشعر الفريق الخصم بالملل!، وهل
سيقبل بان لا يكون النجم الابرز في الفريق او اللاعب المنقذ او اللاعب الذي
يتولى مهمة ايجاد الحلول عندما يفشل الفريق في فك شيفرة دفاع الفريق
الخصم؟
ما هو مؤكد ان الدوري الاسباني سيشكل مسرح
التحدي الاهم على الاطلاق لقدرات نيمار وما يترافق معه من اللعب تحت اضواء
المسابقة الاهم على صعيد الاندية، اي دوري ابطال اوروبا، وعقود الرعاية
والشهرة التي يعيشها اصلا لكنها ستتعاظم مع ايجابياتها وسلبياتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق