ولد دييجو مارادونا فى 30 أكتوبر 1960، فى مدينة لانوس بإحدى أفقر الضواحى بمقاطعة بوينس الأرجنتينية، لأسرة أرجنتينة فقيرة، من أب تنحدر أصوله من السكان الأصليين للأمريكتين "الهنود الحمر"، وأم من أصول إيطالية وكرواتية.
بدأ مارادونا مشواره الكروى فى الأرجنتين مع فريقى أرجنتينيوس وبوكا جونيورز، حيث بدأ مع نادى أرجنتينيوس وهو فى سن السادسة عشر فى عام 1976، قبل أن ينتقل إلى العملاق الأرجنتينى بوكا جونيورز فى عام 1981، وحاول نادى شيفيلد يونايتد الإنجليزى الحصول على دييجو عندما كان لاعباً فى أرجنتينيوس، حيث قدم له عرضاً بلغت قيمته 180 ألف جنيه إسترلينى، ولكنه رفض العرض، مفضلاً أن يكون برشلونة الأسبانى هو وجهته الأولى فى القارة الأوروبية، حيث أنتقل إلى النادى الكتالونى بعد نهائيات كأس العالم 1982 بإسبانيا، ولكنه عاش فترات صعبة داخل أسوار القلعة الكتالونية حيث أصيب بمرض الالتهاب الكبدى الوبائى وبكسر فى الكاحل الذى هدد حياته المهنية، ثم توالت الصرعات التى نشبت بين مارادونا وبين مديرى الفريق وخصوصاً رئيس النادى، مما أدى إلى انتقاله لنادى نابولى الإيطالى.
فى نابولى وصل مارادونا لقمة مستواه الفنى والبدنى، وسرعان ما أصبح النجم معشوق لجماهير الساحرة المستديرة، حيث قضى مارادونا مع نابولى فترته الذهبية وفاز مع النادى ببطولة دورى الدرجة الأولى الإيطالى موسمى 1987 و1990 وتوج بلقب هداف الكالتشيو فى موسم 1987-1988.
خلال الفترة التى قضاها فى إيطاليا، زادت مشاكل مارادونا الشخصية، بعد تعاطيه للكوكايين وتم تغريمه 70 ألف دولار بسبب تغيبه عن مباريات فريقه، وتعرض أيضاً لفضيحة أخرى وهى نسب ابن غير شرعى ناتج عن علاقته الأثمة مع فتاة تدعى "كامورا"، ورغم ذلك ظل مارادونا جزء لا يتجزء من تاريخ نابولى وتم تكريمه على كل الإنجازات التى حققها مع نادى الجنوب الإيطالى، وعلقت إدارة النادى القميص رقم 10 رسمياً والذى كان يرتديه مارادونا.
يعتبر كأس العالم 1986 هو البداية الحقيقة لنجومية مارادونا حيث ساعد الأسطورة الأرجنتينية منتخب بلاده على التتويج بكأس العالم لثانى مرة فى تاريخ منتخب التانجو، وكان مارادونا له تأثير بالغ الأثر فى تلك الكأس، حتى أصبح يطلق على كأس العالم 1986 "كأس مارادونا" لما سجله من أهدافه وصناعة للعب واختراقات يُذهل لها العقل، وكان أبرزها هدفه فى مرمى إنجلترا عندما اخترق صفوف الخصم واستطاع تخطى لاعبا تلو الآخر حتى أحرز هدف فى مرمى المنتخب الإنجليزى، وتم اختيار هذا الهدف كأفضل هدف فى تاريخ كأس العالم على مر تاريخه.
أما كأس العالم 1990 فوصل مارادونا مع منتخب بلاده إلى المباراة النهائية، إلا أن منتخب بلاده خسر أمام منتخب ألمانيا الغربية بنتيجة هدف دون رد بضربة جزاء مشكوك فى صحتها، وكان أداء مارادونا فى تلك الكأس أقل من أدائه فى كأس العالم 1986 بسبب إصابة فى الكاحل أثرت على أدائه عموماً، وأبرز ما ساهم به مارادونا فى تلك الكأس هى تمريرته لزميله كلاوديو كانيجيا فى مباراة منتخب بلاده ضد البرازيل، وفى كأس العالم 1994 لعب مارادونا مباراتين فقط، وسجل هدفاً واحداً ضد اليونان، قبل العودة إلى الأرجنتين بعد ثبوت تعاطيه لمنشطات الايفيدرى، حيث اعترف مارادونا أن مدربه الشخصى منحه شراباً للطاقة لإعطائه القوة.
أما على مستوى حياته التدريبة، تولى مارادونا منصب المدير الفنى لمنتخب الأرجنتين بعد أن ظل يحلم بشغل هذا المنصب عقب اعتزاله كرة القدم، وقد تحقق ذلك فى عام 2008، حتى أصبح مارادونا أخيراً مدرب الأرجنتين، وقاد دييجو منتخب التانجو خلال كأس العالم 2010، وبعد مشوار ناجح للغاية فى البطولة أستطاع أن يصل لدور الثمانية، وتزايدت آماله وأحلامه بالفوز باللقب العالمى، إلا أنه استيقظ على كابوس بعد تلقيه هزيمة ساحقة على يد المنتخب الألمانى برباعية نظيفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق